عنق الزجاجه
يُقال: „متى نخرج من عنق الزجاجة إلى الانفراج والرخاء، ومتى ننعم بالراحة والسكون؟“
ولكن السؤال: أي زجاجة نقصد وأي عنق؟
عندما كنا في بلدنا أردنا الخروج منها ظانين أننا نخرج من عنق الزجاجة إلى السعة وراحة البال، وما كنا نعلم أننا نخرج من عنق لندخل في زجاجة أخرى، غير أن عنق الأخيرة أشد ضيقاً والخروج منها بات صعباً جداً… فسنبقى نعيش وهم الخروج حتى نخرج من الدنيا كلها…..
ولكن لعل الفرج ليس في الخروج، بل في إدراكنا أن السعة ليست مكاناً، بل هي حالة. فما ندرك أننا لا نزال في عنق الزجاجة، إلا لأن أرواحنا لم تجد بعد مساحتها الخاصة، وحريتها التي لا تحدّها جدران ولا تشدّها قيود. فالراحة والسكون ليسا بالانفلات من القاع إلى الأفق، بل بسلام داخلي يولد في أشد الأماكن ضيقاً. فمن لم يجد السكينة في نفسه، لن يجدها في أيّ مكان آخر في هذه الدنيا. ولعلّنا لم نخرج قط من عنق الزجاجة، لأننا نسينا أن الزجاجة هي نحن، وأن مفتاح السعة في داخلنا.
تعليقات
إرسال تعليق