نبضات الروح
عندما صغت روحي لسر بوح القمر أصغت جوارحي بانتباه. وتداعت خيوط النور القمري كأطياف نور عبر الظلام المتهالك......... هذا الشعاع الخجول الذي يصارع ذرات الظلام ويزاحمها بكيد وعناء........... فلاهو واصل إلي ولاهو غائب عني........... لم أعد أدر أنا احتوي كلماته ؟؟؟ أم كلماته هي من تحتويني ؟؟؟........... فأجعل من أحرفها مزلجة لروحي وأطوف في معانيها كما يطوف بريق العين في المقلتين فلا تكاد تراه ولا يكاد يغيب.......... هذا ماسكب على روح سمت بخالقها فأصبحت كالحارس الأمين على جسد هزيل........... فمتى تفتح نوافذها لروح أخرى تألفها كتآلف النبض والشريان ومن لم يرتشف الحب لم يعرف معنى للحياة أكثر مما عرفت البهائم فمتى تتحرر هذه الروح من ظلمات جسد بال؟............ والمؤمن جسده يحبس روحه إلى أن يأذن الله باللقاء،............ والآخرون لا يعدونك شقياً إلا اذا عانيت كل معاناة من حولك والا فانت مغال لا تفقه شيئاً........... ولا حديث يسمو على حديثك ياقمر الا حديث دموع القلب لنبضات العين........... فأنت تأفل في النهار مستسلماً لأشعة الشمس الحارقة........... أما القلب فلا يلبث أن يندي بدموعه ولا تمل العين نبضاتها فلا تبارح ولا تستكين.
ولكن في كل غياب قسري، وفي كل دمعة محبوسة، وفي كل صراع مع ظلمة هذا الجسد البالي، هناك إقرار بأن الروح لم تُخلق لتأفل أو تُستكين. بل خُلقت لتتوق، لتتناجي، لتبحث عن ذلك النور الخجول الذي يصارع ذرات الظلام ... يحجبه جسد، والحديث لا ينتهي مع القمر بل يتجدد مع كل روح مضيئة لتقتبس منها النور. ولذلك تتحمل الروح أن صراعها هو مِعراجها، وأن جسدها ما هو إلا مَركَب صُنع ليتحمل الطريق لا ليحجب الوصول.
تعليقات
إرسال تعليق